استضافت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي فعاليات برنامج ورشة عمل اليونسكو الخامسة لبناء القدرات في مجال صون التراث الثقافي غير المادي
التي أقيمت مؤخرا في العين بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب في إطار التزام الدائرة باتفاقية اليونسكو لعام 2003 بهذا الشأن بهدف الارتقاء بقدرات وخبرات المتخصصين والباحثين وغيرهم من العاملين في هذا المجال، بحضور 40 مشاركاً يمثلون جهات حكومية ومجتمعية ومؤسسات معنية بالتراث.
ويشمل التراث الثقافي غير المادي الأدب الشعبي والعادات والتقاليد والممارسات الاجتماعية وفنون الأداء ومهارات الحرف التقليدية بالإضافة إلى الممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون.
وأطلقت اليونسكو برنامجها العالمي لبناء القدرات في عام 2009 لتعزيز موارد الدول الأعضاء والأطراف ذات الصلة لتمكينها من صون تراثها الثقافي غير المادي على نحو فعال ومستدام.
وقال سعادة سعود عبد العزيز الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: "يُشكل التراث الثقافي غير المادي أحد عناصر الهوية الإماراتية، وقد رسخت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي ريادتها في تطوير وتبني مبادرات عديدة إلى جانب شركائها لصون عناصر تراثنا الثقافي الأصيل.
واعتبر أن الدورة تسعى إلى بناء القدرات التي تزود المتخصصين في هذا القطاع بخبرات ومهارات وموارد معرفية متكاملة، بما يسهم في رسم خريطة طريق تدعم خطوات المجتمعات والقادة محلياً وإقليمياً وعالمياً لاعتماد أفضل الممارسات والسياسات والبرامج للحفاظ على التراث الثقافي غير المادي".
وقال سعادة مبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة والشباب:" تحرص دولة الإمارات على مواصلة جهودها في الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي بالتعاون مع كبرى المنظمات الإقليمية والعالمية باعتباره ركيزة أساسية في تشكيل الهوية الثقافية والحضارية للدولة والمجتمع، والعامل المهمّ في ظلّ كلّ هذه التطورات التقنية ومظاهر العولمة المحيطة الذي يحفظ التنوّع الثقافي ويصونه ويمرّره للأجيال".
ولفت إلى أن " دولتنا غنية بتراثها الثقافي غير المادي وهي تتصدّر قوائم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" للتراث الإنساني غير المادي بـ 14 عنصراً حرصت على إدراجها ضمن هذه القوائم متصدرة بذلك الدول العربية، ولتحتل المرتبة السابعة عالمياً من حيث عدد العناصر المدرجة في القائمة الأممية وهذا كلّه يعكس الثراء الذي تملكه بلادنا في هذا السياق، إضافةً إلى اهتمام الوزارة بتوعية الشباب على أهمية هذا الثراء باعتباره من مقومات الهوية الوطنية وارتباطها الوثيق باستراتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات، وعليه تسعى الوزارة لتنفيذ استراتيجيات وخطط الدولة في هذا السياق وقمنا بعقد الشراكات محليا ودوليا لتحقيق هذه الأهداف".
وقدمت ورشة العمل على مدار خمسة أيام منهجاً شاملاً لحماية التراث الثقافي غير المادي يغطي العديد من المجالات منها الارتقاء بالقدرات الوطنية لتحديد عناصر التراث الثقافي غير المادي وتوثيقها وصونها، وتعزيز مشاركة المجتمع في جميع جوانب هذه العملية، وترجمتها إلى سياسات وخطط مستدامة إضافة لتسليط الضوء على ما أنجزته الجهات المعنيّة بالتراث في دولة الإمارات العربيّة المتحدة، والذي تتمثل حتى الآن بتسجيل أربعة عشر عنصراً في قوائم اليونسكو كجزء من التراث الإنساني الشامل.