نظم مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافي أمس افتراضيا فعاليات مؤتمر " التعليم من أجل المستقبل " بمناسبة يوم المعلم العالمي الذي يصادف الخامس من أكتوبر من كل عام
برعاية الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية وحضور معالي جميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام.
وشهد المؤتمر - الذي أدارته موزة الشومي عضو مجلس إدارة جمعية الشيخ محمد بن خالد آل نهيان لأجيال المستقبل - مشاركة كل من الدكتور سليمان الكعبي الرئيس التنفيذي لمؤسسة استشراف المستقبل بتقديم ورقة عمل حول استشراف المستقبل، والدكتورة رابعة السميطي المدير العام لمؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي والتي قدمت ورقة عمل حول مهارات وكفايات معلمي المستقبل، وحصة العوضي مدير إدارة الموهبة والابتكار في وزارة التربية والتعليم والتي قدمت ورقة عمل بعنوان اكتشاف المواهب والاستثمار فيها من أجل الخمسين القادمة، ومريم السعدي، تنفيذي إرشاد مهني بوزارة التربية والتعليم والتي عرضت ورقة عمل حول أهمية الإرشاد الأكاديمي للطلاب.
وافتتح المؤتمر بكلمة الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان والتي جاء فيها : " في البداية سعيدة بوجودي بينكم اليوم وبانعقاد هذا المؤتمر المواكب للكثير من الأحداث الهامة في تاريخ وطننا الغالي دولة الإمارات العربية المتحدة، فنحن ما زلنا نعيش فرحة وفخر افتتاح إكسبو دبي 2020 والذي أظهر ما وصلت له الإمارات من تحضر وتطور وإبداع، كما يواكب الاحتفال بيوم المعلم ركيزة العملية التعليمية والذي تتأسس الأجيال على قدراته ومعارفه وثقافته الإنسانية " .
وأضافت " تؤمن قيادتنا الرشيدة بقيمة العلم والمعرفة في صناعة المستقبل، وبدور المعلم الهام في نجاح المنظومة التعليمية في تحقيق الهدف منها، مشيرة إلى أن العالم دخل منعطفا جديدا من منعطفاته الفارقة في تاريخ البشرية بظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي التي بدأت في تغيير وجه العالم والعلم والمعرفة ولابد للمنظومة التعليمية أن تتسارع مع هذا التطور وتندمج مع الآليات الجديدة، لافتة إلى أن جائحة كوفيد 19 كانت ذات أثر إيجابي وحققت تسارعا في دمج التعليم عن بعد في العملية التعليمية، ويبدو لنا استشرافاً للمستقبل بأن الغلبة ستكون للتعليم الهجين والأساليب المعرفية المعتمدة اعتمادا كليا على التقنيات والذكاء الاصطناعي".
وأشارت إلى أنه لابد من مراعاة البعد النفسي والإنساني لطلاب العلم في مختلف المراحل، مؤكدة ضرورة اكتشاف المواهب التي يتمتع بها الطفل وربطها بالعملية التعليمية لجعلها ليست مجرد آلية تراكم معرفي بل آلية لخلق للمعرفة وتدعيم الموهبة في اتجاه التنمية لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة للخمسين القادمة من أجل حضارة إماراتية حديثة ذات أثر راسخ في تاريخ الحضارة الإنسانية.
واختتمت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان بالشكر والتقدير لمعالي جميلة المهيري على وجودها وجهودها من أجل تطوير منظومة التعليم ولجميع المتحدثين والحضور، كما وجهت الشكر والامتنان لكل معلم ساهم في بناء عقل الإنسان.
من جهتها أكدت معالي جميلة المهيري، أن المعلم هو ركيزة المنظومة التعليمية في الدولة، وعلى عاتقه تقع مسؤولية بناء الأجيال المقبلة وتسليحهم بالمعارف، والمهارات، والقيم، والأخلاق، موجهة التحية لكافة المعلمين والمعلمات ممن اجتهدوا في توصيل رسالة العلم لأجيال المستقبل، معتبرة إياهم النماذج الملهمة للعطاء، والجسور التي تعبر بأجيال الإمارات إلى مستقبل مشرق ومزدهر بفضل جهودهم وتفانيهم في عملهم".
وأوضحت معاليها أنه تم قطع أشواط كبيرة للارتقاء بمهنة التعليم في الدولة، بناء على توجيهات القيادة الرشيدة، حيث تم اعتماد رخصة مهنية للمعلمين وللقيادات المدرسية من قبل الجهات المعنية بالشأن التعليمي الحكومي كشرط لمزاولة مهنة التعليم، وذلك بهدف إحداث حراك تربوي قوامه التنافسية والاجتهاد وتطوير الذات ورفد كوادر الميدان بأفضل التجارب والأساليب التربوية ليواصلوا تأدية رسالتهم بكل اقتدار.
واختتمت معالي جميلة المهيري بالقول " سقف الطموح في دولتنا مرتفع خاصة فيما يتعلق بقطاع التعليم، فهو الوسيلة للعبور إلى الخمسين القادمة وتحقيق تطلعات قيادتنا، وسبيلنا نحن لتحقيق ذلك، وترجمته على أرض الواقع يرتبط بالمعلم أولا وأخيرا، فهو عصب العملية التعليمية ودوره الأكاديمي والأخلاقي والإنساني يتخطى كونه ناقلا للمعرفة وحسب، بل أيضا هو ملهم لطلبته، يقدم لهم المعرفة والقيم والأخلاق، فهو صانع حقيقي لتلك العقول التي تتلمس طريقها نحو المستقبل."